الثلاثاء، 19 فبراير 2013




نيروز بلعيد ابنة الشهيد في حوار مع مدوّنة "الكفاح بالقلم"
 نَم مطمئنّا سأحمل المشعل عنك يا أبتي
  
*اغبياء ظنّوا انّهم قتلوه ..والدي حيّ في قلوب الملايين
*احلم ان اصبح محامية لأدافع على الشهداء والمظلومين



نيروز بلعيد رفقة والدتها بسمة الخلفاوي
تونس/الكفاح بالقلم
        
وجهُها ملائكيّ يختزن بين ملامحه براءة الاطفال وشموخ الانتساب الى عائلة قدّمت شهيدها فداء للوطن ..كلماتها بسيطة ومباشرة تطفح عزّة ورفعة وتنوء بأوجاع وطن باسره.. وعلى شفتيها ترتسم ابتسامة طفوليّة ذات رمزية لا يفقه معانيها سوى من تربّى بين احضان اسد مناضل لا يساوم وامّ لبؤة لا تهادن بل تقاوم.
 لا تعجب ايّها القارئ فانتَ في حضرة نيروز ابنة شهيد الارض والحرية والكرامة الوطنية . تلك البنت ذات الثماني سنوات التّي حيّرت الملايين بصمودها ورثائها لوالدها الشهيد برأس شامخ رافضة التباكي والانهيار ، مردّدة مقولتها الشهيرة التي اثّرت في الناس ايّما تأثير "والدي عاش مناضلا ومات رجلا وأولى بنا ان نواصل المسيرة بدل البكاء".

 في المساحة الحوارية التالية رحلة مؤثّرة في اعماق نيروز بلعيد .

*كيف تقدّمين نفسك للنّاس يا نيروز ؟
انا نيروز بنت الشهيد .. شهيد تونس.. عمري ثماني سنوات وادرس بالسنة الثالثة اساسي .

*ما الذّي ظلّ راسخا في ذهنك من مسيرة والدك الشهيد ؟
انا اتذكّر كلّ صغيرة وكبيرة من مسيرة والدي .. لقد كان بطلا حيّا وميّتا ..عاش مناضلا ومات رجلا ..لن انساك ابدا يا ابتي فقد علّمتني النضال وألهمتني الصّبر والتحدّي وزرعت فينا جميع حبّ الوطن دون انتظار مقابل.

*كيف قضيّت ليلتك الاولى في غياب والدك عن المنزل ؟
لقد سهرت مع العائلة الى ان ارهقني التعب فنمت حتّى ارى صورة والدي في المنام. في الحقيقة انا لم اشعر بغيابه عنّا ليلة البارحة فوالدي في قلبي وفي وجداني . بابا نحسّ بيه ديما معايا .. ديما موجود في داخلي.

*بماذا كان يوصيك والدك قبل ان تطاله يد الغدر ؟
ابي كان يقول لي دائما :"اذا متّ احملي المشعل واكملي المسيرة التي بدأتها".

*وماهي المسيرة التي بدأها والدك ؟
(باندفاع شديد) ..بابا كان يدافع على المظلومين والمهمّشين والزواولة والبطّالة والمساجين. وانا اعده ان اكمل مسيرته .. رسالتي الى والدي "نم مطمئنّا فانا احبّك كثيرا واعدك باكمال مسيرتك النضالية .. ساتحدّى الظلاميين واهزمهم مثلما كنت تفعل انت.

*ماهي المهنة التي كان والدك يتمنّى ان يراك تشتغلينها ؟
والدي لم يختر لي ابدا ايّ مهنة بل كلّ ما كان يفعله هو حثّي على التفوّق في الدراسة . وامّا عن رغبتي الشخصية فانني اصبحت بعد استشهاد والدي احلم ان اصبح محامية ادافع على المظلومين والمساكين مثلما كان يفعل الاستاذ شكري بلعيد .نحبّ نطلع مناضلة نحامي على المظلومين كيف بابا .. وقد اخترت مهنة المحاماة لكي يتسنّى لي الدفاع عن دم والدي وعن دماء كل الشهداء الذين كان ابي يجوب المحاكم العسكرية بحثا عن حقوقهم الضائعة .

*تتحدّثين كانّك امراة ناضجة ..من علّمك هذا الكلام ؟
لا احد .. هكذا تربّيت منزل العائلة.

*قلت بانّك ستتخرّجين محامية للدفاع عن دم والدك .. الا تثقين في مجرى التحقيقات الحالية ؟
نحن نطالبهم بالكشف عن الارهابيين الذين اغتالوا والدي .. وحتّى وان لم يفعلوا فانّنا سنظلّ صامدين وسنقاوم هؤلاء الارهابيين الى ان نهزمهم ..

*ماذا تقولين لقتلة والدك ؟
اقول لهم حتّى وان غيّبتم جسده فهو حيّ في عيون وفي قلوب الملايين . شكري ماماتش .. شكري حيّ في قلوب تلك الجماهير الغفيرة التي خرجت لتشييع جنازته وتحدّت البرد وحملات الاستفزاز والاعتداءات التي تعرّضوا لها من قبل العصابات الاجرامية في محيط مقبرة الجلاز.

*بماذا شعرت عندما رايت ذلك العدد الكبير من المشاركين في جنازة المرحوم ؟
شعرت انّ والدي حيّ يقود تلك المسيرة ..نسيت انّه توفّي وشعرت بسعادة كبيرة وفرحة لا توصف وانا استمع الى مئات الالاف من الحناجر ترفع شعارات موحّدة . كنت فخورة جدّا بوالدي وكنت متأكدة بانّنا سنهزم هؤلاء الذين كان والدي يسمّيهم اعداء الوطن.لقد قتلوا شكري فوُلد لهم الملايين من شكري . نحن لا نخاف غدركم ايّها الجبناء .. نحن هنا صامدون وسنكمل مسيرة الشهيد حتّى نهزمكم.

*هل لديك كلمات اخرى تودّين توجيهها للتوانسة ؟
ماناش خايفين.    

حاورها :وليد الماجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق