الجمعة، 15 فبراير 2013






في وداع اسد الثورة شكري بلعيد

   *بقلم : وليد الماجري            

لم يكن يعلم انّه بموته سيولد ملايين الثوّار
لم يكن يعلم انّ قطرات دمه المسكوبة في عروق الثورة المغدورة ستبثّ الروح في جسد الوطن المنهك وتعيد له زخمه ونقاءه.
 كان ينظر الينا من عليائه ، يعَلّمنا ان نعيش بكبرياء وان نموت بشرف ، فلم نكن نفقهُ معاني الكلمات.

 ظننّاك فضّا غليظ الطبع سيمَتُك الصّدامُ
ظننّاك مغامرا ومقامرا
ظننّاك عابثا
لم نكن نعي انّك قادم من ازمنة حمراء
لم نكن ندرك انّ عروقك تنوء بدماء لينين وانّ ذاكرتك مثقلة بثقافة ماوتسي تونغ ، وانّك تقطع مع الارتهان والخنوع . لم نكن نعي انّك تأبى الخضوع.
وها انّنا ادركنا بعد فوات الاوان :

"كان يا ما كان
في بلاد العميان
فارس عتيد اسمه بلعيد
مقاوم عنيد
سلاحه الافكار
تمرّدَ وثار
 لم يلعن الظلام بل اوقد الشموع
وصاح في الرّبى
يا معشر الجموع
 لا تأمنوا الذئاب
يا معشر الثوّار اوصيكم بالوطن
لا تغمضوا العيون مادام فوق ارضكم
خائن غدّار"

سكتت رصاصات الغدر ولم يسكت بلعيد . كلّما لعلع صوت الرصاص ردّ الشهيد هازئا "الثوّار لا يموتون ..الثوار لا يموتون ابدا يا جبناء"."
رحل شكري بلعيد وعلى شفتيه ترتسم "بسمة" وفوق الجبين "نيروز" وعلى اليسار "اوطاد" وعلى "الجبهة" امجاد .. وعلى اليمين اوغاد دنت ساعة رحيلهم.

 استرح اسد الثورة .. ضرّجتها بدمائك الزكيّة .. لم تعد عبثية ولا عفوية  ثورتُنا.. نم هنيئا فقد سقيتها بدمائك .. ورسمت على جبينها شعار النصر .. استرح ايّها الفارس الاحمر .. ترجّل عن جوادك .. ضع سيفك ودرعك وقرطاسك وقلمك وبزّة المحاماة جانبا واسترح من عناء السفر .. لا داعي لنزع السرج عن الجواد فخلفك فرسان على الدرب سائرون .
 انصت قليلا يا معلّم ، اليست هذه اصوات المتاريس ، كأنّي بقعقعة  السيوف تطرب لسماعها الصّقور في قلب السماء .. انظر الا ترى معي وميض الرماح يشقّ الغيوم.
 استيقظ يا معلّم ..هاك سيفك ودرعك ولترتد بدلة القتال .. لا داعي للرحيل  فقد دقّت ساعة المفازة ..أزفت لحظة الحسم . انصت الى هذه الاهازيج .. جيشك الاحمر توحّد وجاءك رافعا راية حمراء ونجمة وقبضة لا تلين .. ارهف السمع مُعلّمي كأنّي بنشيد الاممية ترفعه الحناجر عاليا .. عاليا في اقاصي السماء :

"هبّوا ضحايا الاضطهاد
ضحايا جوع الاضطرار
بركان الفكر في اتّقاد
هذا آخر انفجار
***
العمّال والفلاحون
جميعا حزب الكادحين
الارض ملك المنتجين
فلا بقاء للخاملين
***
كم تمزّق اللّحمَ منّا
مخالب المفترسين
اجلوا سود الغربان عنّا
تشرق الشمس كل حين
***
بجموع قوية هبّوا لاح الظفر
غد الاممية يوحّد البشر"

هناك تعليق واحد:

  1. تهافتي يا دينصورات السياسة فأربعينية الشهيد لم تمضي بعد
    تهافتي يا مرجانيات و يا قرويات و يا بكاكيش و يا كل مصّاصي الدماء
    تهافتي أيتها الغنانيش الكبار بمباركة المرشد و المفتي و شيخ الطحين
    تهافتي فنحن الفقراء في أم الكليل ليس لدينا غير البرد القارس و جبلنا المنهوب
    تهافتي فنحن المفقّرون و المهّجرون و المعدمون في تونس لا نملك غير الانتظار
    وبعض الكلمات و بعض الصور نرسلها لاحرار العالم لعلّكم تستحون.

    ردحذف