الخميس، 14 فبراير 2013



بعد تتالي رسائل التهديد بالتصفية الجسدية

سياسيون واعلاميون يعيشون على هاجس الاغتيالات




تونس /الصريح
لم يعد شعار "لا خوف بعد اليوم" صالحا لقيادة المرحلة الراهنة التي تعيشها البلاد بل بات "ردّ بالك على روحك" الشعار المركزي الذي يرفعه قادة الراي من شخصيات سياسية واعلامية وفكرية في ما بينهم ما يعكس الهاجس الامني الناجم عن تداعيات اغتيال الشهيد شكري بلعيد وتتالي رسائل التهديد بالتصفية الجسدية لكلّ من تطاله سهام التكفير والتخوين والتحريض.

 واضطرّ حزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحّد الى الاستنجاد بقواعد الحزب لتوفير الحماية  اللازمة لعدد من القيادات الحزبية وفي مقدّمتها كلّ من الامين العام بالنيابة محمّد جمور وزياد الاخضر عضو المكتب السياسي المسؤول عن التنظيم بعد ان تلقّيا تهديدا بالقتل اثر اغتيال بلعيد بيومين دون ان تحرّك الداخلية ساكنا وفق ما افاد به هيثم التباسي عضو المكتب السياسي المكلّف بالاعلام.
 واكّد التبّاسي ل"الصريح" انّ قيادة الحزب اتّصلت رسميا بوزير الداخلية علي العريّض واعلمته بفحوى التهديدات طالبة منه توفير حماية امنية للمسؤولين الحزبيين الذين طالهم التهديد غير انّ الداخلية لم تستجب لمطلبها ما دفع بقواعد الحزب للتّنظّم في شكل مجموعات بسيطة لمرافقة القيادات الحزبية وتامين الحماية لها خوفا من تكرّر عملية الاغتيال.

 وتلقّى عدد اخر من قيادات الجبهة الشعبية وفي مقدّمتهم الناطق الرسمي حمّه الهمّامي سلسلة من التهديدات اغلبها تمّ رصدها على شبكات التواصل الاجتماعي. وتكرّر الامر ذاته مع عدد اخر من زعماء المعارضة على غرار نجيب الشابي واياد الدهماني وعصام الشابي (الجمهوري) وسمير بالطيّب (المسار) والباجي قايد السبسي والطيّب البكّوش (النداء) ومحمد الكيلاني (الحزب الاشتراكي) وعدد اخر من نوّاب المجلس التاسيسي الذّين ارتأى بعضهم ان يطلع الراي العام على فحوى هذه التهديدات من خلال نشر بعضها على صفحته الخاصة على الفايسبوك.
 ولم تنج الشخصيات الاعلامية والصحفية من التلويح بالقتل سواء عبر الاتصال المباشر او من خلال رسائل الاس ام اس وشبكات التواصل الاجتماعي. واضطرّ المدير العام لراديو موزاييك نورالدين بوطار امس الى طلب الحماية الامنية لصحفيي الاذاعة وفي مقدّمتهم نوفل الورتاني وهيثم المكّي اللذان ارتفع نسق التهديدات الموجّهة اليهما خلال الاونة الاخيرة حتّى انّ اصحاب التهديد حدّدوا تاريخ 12 فيفري موعدا لتنفيذ عمليّات التصفية الجسدية المفترضة ضدّ هذين الصحفيين. ولاحظ المارّة صباح امس وجود مجموعة من عناصر الفوج الوطني لمجابهة الارهاب قبالة راديو موزاييك تمّ تكليفها من قبل مصالح الوزارة بتامين الحماية اللازمة لطاقم الاذاعة استجابة للطلب الصادر عن بوطار.

 وما فتئ عضو النقابة الوطنية للصحفيين زياد الهاني يتلقّى رسائل التهديد الصريح بالقتل بعد كشفه لمعلومان على غاية من الخطورة في احد البرامج التلفزية نقلا عن مصدر امني خاصّ – لم يكشفه – تفيد بانّ مسؤولا امنيا في وزارة الداخلية قد يكون مورّطا في جريمة اغتيال بلعيد.
 وتلقّى الصحفي سفيان بن فرحات ورمزي الطيبي (موقع نواة) ومعزّ بن غربية تهديدات مشابهة عبر مختلف وسائل الاتصال فضلا عن استدعاء كل من بن فرحات والطيبي وبعض الصحفيين الاخرين للادلاء بشهادتهم في ما يخصّ قضيّة اغتيال الشهيد بلعيد.
وبالرغم من جدّية هذه التهديدات (بعضها موثّق بارساليات قصيرة ومقاطع فيديو) الاّ انّ اصرار ضحايا التهديد على مواصلة اداء رسالتهم يلوح – بحسب تصريحاتهم – اكثر من ايّ وقت مضى حيث صرّح الاعلامي هيثم المكّي بانّ القتل لا يرهبه ولن يردعه عن مواصلة السّير على نفس النهج ، كذلك الشأن بالنسبة الى الورتاني وبن فرحات والهاني الذين ابدوا صمودا كبيرا في وجه هذه التهديدات معلنين كلّ حسب طريقته عدم تراجعهم عن اداء رسالتهم وفق ما تقتضيه المعايير المهنية.

 وتسودُ الساحةَ الوطنيّةَ منذ حادثة اغتيال زعيم الوطد شكري بلعيد حالة من الاحتقان الشديد والخوف من المجهول على اعتبار انّ عدم وضوح الاشخاص او الجهة التي تقف وراء عملية التصفية الجسدية جعل الشكوك تُوجّه جزافا يمينا ويسارا  لتنخرط الاحزاب السياسية في فوضى التصريحات والتصريحات المضادّة التي قوامها التراشق بالتهم دون تقديم قرائن وبراهين ادانة . ولئن وجّه اليسار وشقّ من الاحزاب الديمقراطية اتّهامات مباشرة لحركة النهضة محمّلين ايّاها مسؤولية جريمة الاغتيال فانّ قيادات من النهضة ردّت بالتلميح تارة وبالتصريح طورا اخر متّهمة التجمّع (في اشارة الى نداء تونس) واجهزة اجنبية بالوقوف وراء تنفيذ الجريمة رافعة شعار "ابحث عن المستفيد من الجريمة". وماتزال الابحاث جارية وسط تكتّم شديد حول ما تمّ التوصّل اليه الى حدّ الان من معلومات كشَفَها الاستماع الى الشهود بالاضافة الى التقرير الصادر عن الطبيب الشرعي.
وليد الماجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق